اكتشفت اليوم أن مصدر نقمة بعض المواطنين على الثورة هو انهم حقا لم يشعروا بأدنى تغيير رغم الشعارات التي تم رفعها و التصريحات النارية لازال اهم مطلب من مطالب الثورة وهو الخبز و الحياة الكريمة في طي النسيان
فقد دار اليوم حوارا بيني وبين مدرسة شابة متزوجة حديثا ولديها طفل رضيع سألتها عن الحد الأدنى للأجور واذا كانت ستسفيد منه ففوجئت بانه لم يطبق عليهم حتى الان وان راتبها 300 جنيه والحافز 50 جنيه وراتب زوجها وهو موظف ايضا اقل من ذلك حتى ان كلاهما يعمل بعد الظهر ومع ذلك لا يتعدا دخلهما الشهري معا بعد كل هذا الشقاء 800 جنيه!
و الأدهى من ذلك انهم قبضوا المرتبات هذا الشهر دون الحافز و قيل لهم أنه سيتأخر و ربما يحجب تماما الاشهر القادمة لانه (مفيش فلوس في البنك)على حد تعبير موظفة الشئون المالية في مدرستها! لك أن تتخيل مدى احباطها وهي تبتسم بسخرية وتقول أنهم كانوا في انتظار الزيادة وبدأ الناس يحضروا انفسهم للدخول في جمعيات لسداد التزامتهم وبدلا من أن يحصلوا على الزيادة اصبحوا يضعوا ايديهم على قلوبهم خوفا من أن تقل الرواتب!
سألتها عن التعيين الذي وعدوا به كل من مضى على تعاقده 3 سنوات وهل تنطبق عليها الشروط ام لا فقالت لي ان جميع الشروط تنطبق عليها ولكنها كلما سألت في الادارة التعليمية تتلقى نفس الرد : لا يوجد أي تعليمات بخصوصكم!
والسؤال هنا هل قامت الثورة حتى يجنى المواطنين مزيد من التصريحات البراقة؟!هل هذا ما كان ينقصنا؟
لقد كان الحد الأدنى الذي حدده وزير المالية وهو ال 700 جنيه مثار انتقاد الاعلام و المثقفين لأنه بالقطع لا يمكن ان يضمن حياة كريمة لأي شخص ولكن ما صدمنى ان هذا المبلغ هو حتى الان حلم بعيد المنال لقطاع من الموظفين رواتبهم تحت حد الكفاف ولكن للأسف حتى الان لم يحصلوا على شيء ولا توجد خطة واضحة لتنفيذ ذلك واصبح هناك شعور بإن كله ضحك على الدقون
اتحدى وزير المالية ان يضع ميزانية لهذه الأسرة البسيطة تكفل لها أساسيات الحياة من غذاء و علاج و ملبس و مواصلات في حدود الدخل السابق ذكره أعتقد وقتها أنه سيكتشف مدى سهولة وضع ميزانيات الدول مقارنة بهذه الميزانية
وأقول له ايضا اذا كنت قد فشلت في وضع حد أدنى للمرتبات يضمن لنا حياة كريمة فعلى الأقل ضع لنا حدا أقصى للذل فلقد فاض الكيل و ما عدنا نحتمل المزيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق