لاشك ان الاستفتاء على التعديلات الدستورية كان أول اختبار لممارسة الاختيار الحر للشعب المصري أو هكذا توسمنا فيه
ولكن ما تم قبله من أحداث و ما ثار بعده من جدل شوه من بهاء هذا الحدث
فقبل الاستفتاء كانت هناك محاولات نستطيع ان نصفها بالناجحة للتأثير فالرأي العام وكانت مؤثر رئيسى في نتيجة الاستفتاء
فلقد بدأت حملات التخويف و الترهيب و تصنيف المصوتين فريقين هم :
حزب الله و هم من يقولون نعم و ينتصرون للمادة الثانية و الهوية الاسلامية للبلاد (حتى الان لا ادرى ما علاقة المادة الثانية فعليا بالتصويت على 11 مادة أخرى لا تتضمن هذه المادة)والحزب الثانى حزب لا وهم الحزب الذي من المفترض انه يضمر الشر لهذه المادة حتى اننى سمعت احد البسطاء عندما عرف بنتيجة الاستفتاء يسأل ببراءة (..يعني كدة المسلمين ولا المسيحين اللي كسبوا!!!)
انقلب الاستفتاء إلى مهزلة استخدم فيها الدين بصورة سافرة لتحقيق مآرب سياسية أخرى
صوت الاخوان المسلمون بنعم حتى يتم عمل انتخابات سريعة يكون لهم الغلبة فيها باعتبارهم الجماعة الاكثر تنظيما الان و التى لديها ايضا جماهيرية لا بأس بها وصوت المسيحيون بلا نكاية فالاخوان المسلمين حتى لا يحصلوا على هذه الغلبة فى البرلمان
وما بين هذا و ذاك كان هناك من يقول لا لأجل دستور جديد و من يقول نعم من أجل سرعة الاستقرار
و الحقيقة أنه لا هؤلاء و لا هؤلاء كانوا سيحصلون على ما أرادوه فالمجلس العسكرى أعلنها قبل الاستفتاء انه لن يتم عمل دستور جديد فالحالتين وانما سيصدر اعلان دستوري في حالة نعم ..و مجموعة أحكام عامة في حالة لا مما يجعل النتيجة واحدة تقريبا
أما الاستقرار فأعتقد أن الفترة الانتقالية ستمتد شئنا أم أبينا لأنه من غير المقبول اجراء انتخابات في هذه الأجواء الأمنية المتوترة
ما حدث بعد الاستفتاء كان مثار دهشة و تعجب الكثيرين بعد صدور الاعلان الدستوري و جدنا أنه يتضمن 62 مادة بينما ما استفتي عليه كان 11 مادة فقط وكأن الاستفتاء كان الصك الذي سيعطى هذا الاعلان شرعية الأغلبية
واصبح من يطالب بعمل دستور أولا مخالفا لرأي الأغلبية رغم أن هذا كان من مطالب الثورة الأساسية ورغم ان الاستفتاء اساسا كان على بضعة تعديلات دستورية في دستور سقط بسقوط النظام
يجب أن نعى جميعا أننا في أدق مرحلة من مراحل الثورة وأن كل خطوة غير محسوبة نخطوها ستعيدنا سنوات للوراء و انه آن الأوان أن نتوافق على صيغة لهذه المرحلة بشكل جاد و أن ننبذ العصبيات وأن نغلب مصلحة الوطن على مصلحة أي شخص أو حزب أو جماعة لأننا لدينا الآن فرصة تاريخية للحصول على دولة ديموقراطية تضع مصر في مصاف الدول المتقدمة بعد أن تعمد النظام السابق تهميشها سنوات طويلة كما لم يفعل أي احتلال أجنبى